1. This site uses cookies. By continuing to use this site, you are agreeing to our use of cookies. Learn More.

وتحمل عبء الفراشة محمود درويش

Discussion in 'محمود درويش' started by NADA1991, 17/3/14.

  1. NADA1991

    NADA1991 Super Moderator

    [​IMG]


    محمود درويش

    وتحمل عبء الفراشة

    [​IMG]



    ستقول : لا , وتمزّق الألفاظ والنهر البطيء . ستلعن

    الزمن الرديء ، وتخفي في الظلّ . لا- للمسرح

    اللغويّ . لا - لحدود هذا الحلم . لا- للمستحيل

    تأتي إلى مدن وتذهب . سوف تعطي الظلّ أسماء

    القرى . وتحذّر الفقراء من لغة الصدى والأنبياء .

    وسوف تذهب ... سوف تذهب ، والقصيدة

    خلف هذا البحر والماضي . ستشرح هاجسا فيجيء

    حرّاس الفراغ العاجزون الساقطون من البلاغة

    والطبول

    لنشيدك انكسرت سماء الماء . حطّاب وعاشقة ،

    وينفتح الصباح على المكان . تواصل الكلمات

    نسيانا تزوّج ألف مذبحة . يجيء الموت أبيض .

    تهطل الأمطار . يتضح المسدّس والقتيل .

    سيجيئك الشهداء من جدران لفظتك الأخيرة . يجلسون

    عليك تاجا من دم ، ويتابعون زراعة التفاح

    خارج ذكرياتك . سوف تتعب ... سوف تتعب

    سوف تطردهم فلا يمضون . تشتمهم فلا يمضون

    يحتلّون هذا الوقت . تهرب من سعادتهم إلى وقت

    يسير على الشوارع والفصول.

    ويجيئك الفقراء . لا خبز لديك ، ولا دعاء ينقذ القمح

    المهدّد بالجفاف . تقول شيئا ما عن الغضب الذي

    زفّ السنابل للسيوف . تقول شيئا ما عن النهر

    المخبّأ في عباءات النساء القادمات من الخريف .

    فيضحكون ويذهبون ، ويتركون الباب مفتوحا

    لأسئلة الحقول .

    لنشيدك اتسعت عيون العاشقات . نعم تسمّي خصلة

    القمح البلاد ، وزرقة البحر البلاد . نعم تسمّي

    الأرض سيّدة من النسيان . ثم تنام وحدك بين

    رائحة الظلال وقلبك المفقود في الدرب الطويل .

    ستقول طالبة : وما نفع القصيدة ؟ شاعر يستخرج

    الأزهار والبارود من حرفين . والعمال مسحوقون

    تحت الزهر والبارود في حربين . ما نفع القصيدة

    في الظهيرة الظلال ؟ تقول شيئا ما وتخطىء : سوف

    يقترب النخيل من اجتهادي ، ثم يكسرك النخيل .

    لنشيدك انتشرت مساحات البياض وحنكة الجلاّد .

    تأتي دائما كالانتحار فيطلبون الحزن أقمشة .

    وتأتي دائما كالانفجار فيطلبون الورد خارطة . ستأتي

    حين تذهب ، ثم تأتي حين تذهب، ثم يبتعد

    الوصول .

    ستكون نسرا من لهيب، والبلاد فضاءك الكحليّ .

    تسأل : " هل أسأت إليك يا شعبي ؟ " وتنكسر

    السفوح على جناح النسر . يحترق الجناح على بخار

    الأرض .تصعد ، ثم تهبط ، ثم تصعد ثم تدخل

    في السيول

    وتمرّ من كل البدايات احتفالا : " هل أسأت إليك

    يا زمني ؟ " تغنّي الأخضر الممتدّ بين يدين

    يابستين : تدخل وردة وتصبح : ما هذا الزحام؟ .

    ترى دما فتصبح : من قتل الدليل ؟

    وتموت وحدك .سوف تتركك البحار على شواطئها

    وحيدا كالحصى . ستفرّ منك المكتبات ، السيّدات ،

    الأغنيات ، شوارع المدن ، القطارات ، المطارات

    البلاد تفرّ من يدك التي خلقت بلادا للهديل .

    وتموت وحدك . سوف تهجرك البراكين التي كانت

    تطيع صهيلك الدامي . وتهجرك اندفاعات الدم

    الجنسيّ والفرح الذي يرميك للأسماك . يهجرك

    التساؤل والتعامل بين أغنية وسجّان ويهجرك

    الصهيل .

    وسيدفنون العطر بعدك . يمنحون الورد قيدك .

    يحكمون على الندى المهجور بالإعدام بعدك.

    يشعلون النار في الكلمات بعدك . يسرقون الماء من

    أعشاب جلدك . يطردونك من مناديل الجليل .

    وتقول لا - للمسرح اللغويّ

    لا – لحدود هذا الحلم

    لا - للمستحيل




    [​IMG]
     

Share This Page