سليمان العيسى في عيد الوحدة أنا في هدرة الحناجر ، أنسابُ هتافاً ملءَ الدجى ، ودويا أنا في زحمة الجماهير ، لا أملكُ إلا الدموع في مقلتيّا الأهازيج تُرعش الأفق حولي وتصبّ الحياة في مسعميا أنا في زحمة الطريق ، وغابٌ من زنودٍ سُمْرٍ يرِفّ عليا الأغاريد .. أي كأسٍ أديرت في حنايا الدجى ، وأي حميّا ! فرحةُ الضائعين عادوا مع الفجر يصوغونه ضحىً أبديا فرحةُ الشعب ، شعبنا وهو يطوي ظلمات العصر والذل طيّا وعنانُ التاريخ في قبضتيْه يا عناني انطلقْ ، ودعْ فبضتيّا أنا في سكرةٍ مع الشارع النشوان ، ازجي ، مرنّحاً ، قدميا أنا في سكرة دفنت بها الليل ، وصنت الصباح في جانحيا أطفأوا النور ألف عام بعينيّ ، ولموا الأفراح عن شفتيا لا تلمني ، فلن أعدّ حياتي في دورب الضياعِ والذلِ شيّا منذ يومين قد وُجدت ، فعمري يوم أعلنتُ مولدي العربيا ... أنا في زحمة الحناجر أنسابُ جنوناً حينا ، وحيناً ذهولا لحظاتٌ .. والليل يرقص ، والأضواء تعلو مدينتي إكليلا وعلى الأفق نجمةٌ هزّها العيدُ فروّت جاراتها تقبيلا لحظاتٌ .. غنَّيتُ في حلمها شعري وصارعتُ ليلَها مغلولا يا ليالي الضياع ، والقيد ، زولي نحن باقون وحدةً لن تزولا وحدة .. تلهم الكواكبَ مسراها وتمشي في القفر ظلاً ظليلا وحدة .. في السماء والأرض منها لهبٌ يغسل الأذى والدخيلا وحدة .. تَفْجُرُ الينابيع في الكون فراتاً يسقي العطاش ونيلا وحدة .. تجمع المشرّد بالأهلِ ، عناقاً بعد الفراق طويلا وتلمّ المعذبين بأرضي موجةً لن تضلّ بعدُ السبيلا يا ليالي الضّياع والذل غوري تحت أقدامنا رعيلا رعيلا عربيّ الشعاع هذا الضحى المتلعُ جيداً إلى الخلود أصيلا سلبتنا الدنيا قناديلنا الزهرَ ، فعدنا .. نُحيلها قنديلا ... أين أهلي ؟ أضمُهم وأدقّ الكأس نخبَ انطلاقهِ العملاق منذ يومين قد وُلدتُ ، فصبِّيني نشيداً يا روعةَ الإشراقِ أين أهلي على الذرى الشمّ في لبنان ؟.. تحلو في العيد كأس التلاقي أينَ أهلي.. في القدس، فوق الضفاف الخضر، ضجّت في صدرهم أشواقي أين بغداد معقلُ الصيِّد من قومي تدكّ الأسوارَ بين العناقِ لكأني أجرّ خلفي حطاماً من عقال في زندها ووثاقِ العراقُ الحبيبُ .. طال دجاه أنا أدرى بصاعقات العراقِ أين أهلي فالعيد في كل صدرٍ زغرداتٌ تضيء في الآفاق خذ جناحي في الشرق واترك جناحاً لي على الأطلسي .. لفّ رفاقي يا صقورَ الجزائر السمر ، عيدي وقصيدي لكم ، ووهج احتراقي يا دويّ الرصاص زغرد على "الأ هراس"..باقٍ عرسُ العروبة باقِ لن نردّ السيوف في الغمد حتى نلتقي تحت بندنا الخفاقِ ... وأزيحُ العصورَ عني ضباباً في ضباب ، وغمةً كالجبالِ ويلوحُ التاريخ تاريخ قومي شعلاً من حضارةٍ وجلالِ همدت ، ريثما نعدّ لها الخلد ، ونُلقي قيادها لجمالِ فاشهديه يا أرضُ ميلادَ شعبي وتملّيْ مواكب الأبطالِ ينسجون الحياة عزاً ، ويمضون ، فمن ريشهم شموخُ الأعالي قد طلعنا يا أرض.. وحدتنا الكبرى مصيرٌ في قبضة الأشبال قدَرٌ عودةُ الربيع إلى الدنيا ، فدقِّي السدود للشلالِ قد طلعنا ، فاي سدّ كسيح سيعوق انتفاضةَ الأجيال ! ... اسمرَ النيل .. في حنايا بلادي ظمأ ، والمعينُ دفقُ زُلالِ إسقنا النصرَ ساحةً بعد أخرى من نضال مظفَّرٍ لنضالِ لك منا العيون تنزل فيها بسمات يُشرقن بالآمالِ لك منا الزنود يا حاطم الأغلال ، فاضرب بقيةَ الأغلالِ الملايين في ثرى الضاد حُلْمٌ يتحدى بالأسمر الرئبالِ هات لي اخوتي .. فروعةَ عيدي فوق شعري غداً وفوق خيالي يوم أمشي .. في الأطلسيّ يميني دون حدٍّ ، وفي الخليج شمالي