سورة الكوثر - سورة 108 - عدد آياتها 3 بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ صدق الله العظيم ======== و الكوثر فوعل من الكثرة وصف به للمبالغة في الكثرة ، مثل النوفل من النفل ، والجوهر من الجهر . والعرب تسمي كل شيء كثير في العدد أو القدر أو الخطر كوثراً وقد أخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه عن أنس قال أغفى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم إغفاءة فرفع رأسه مبتسما فقال : إنه أنزل علي آنفاً سورة ، فقرأ إنا أعطيناك الكوثر حتى ختمها قال : هل تدرون ما الكوثر ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هو نهر أعطانيه ربي في الجنة عليه خير كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته كعدد الكواكب ، يختلج العبد منهم فأقول يا رب إنه من أمتي ، فيقال إنك لا تدري ما أحدث بعدك . ========= لم يعطِ الله جل جلاله لرسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم الكوثر فقط و هو نهر في الجنة لا بل أعطاه جل جلاله مناسبة لعبادة عظيمة جداً و هي بكل تأكيد عبادة الشكر تلك العبادة التي قليل من يقوم بتأديتها "وقليل من عبادي الشكور" أما السر الكامن بإعتماد صيغة الماضي في قوله "أعطيناك" وربط ذلك بالفاء في قوله تعالى* "فصلِ" فكأن المعنى يكون بأن العطاء قد تم مسبقاً فاشكر ربك الكريم وهذا المعنى سوف يختفي في حالة قوله "سأعطيك الكوثر.....فصل..." لأن العبادة حينئذ لربما تنزل من مقام الشكر إلى مقام السؤال والطمع ========= قال ابن عباس : نزلت في العاص بن وائل والد الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يخرج من المسجد وهو يدخل ، فالتقيا عند باب بني سهم ، وتحدثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوس ، فلما دخل العاص قالوا له : من الذي كنت تحدث ؟ قال : ذاك الأبتر ، يعني النبي صلى الله عليه و آله وسلم وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وكان من خديجة ، وكانوا يسمون من ليس له ابن : أبتر ، فأنزل الله تعالى هذه السورة . في أمان الله !